ضربات الحرارة وضربة الشمس
تعرف زيادة الحرارة اوما يعرف بـضربة الشمس أو ضربة الحرارة، وهي حالة تنتج عن تعرض جسم الإنسان للحرارة الشديدة، تتلخص الأعراض العامة بارتفاع حرارة الجسم إلى مستوى عالٍ فقد تصل إلى (40-41ْم)، ويظهر جفاف واحمرار في الجلد، الصداع، مع اضطرابات البطن ( قيء أو إسهال) وألم بالبطن، كما ينتج عنها إغماء في بعض الحالات. وتعتبر زيادىة الحرارة حالة طبية مستعجلة تستدعي التدخل السريع. وتقسم حالات الضربة الحرارية حالات بسيطة وحالات شديدة:
الحالات البسيطة:
1- التشنج العضلي الحراري (بالإنجليزية: Heat cramps) :
وهي تشنجات عضلية قوية وقصيرة عند الرياضيين والعمال بعد تعرق شديد وجهد، غالباً ما تصيب هذه التشجات العضلية البطن والذراع والربلة، تتحسن الحالة بالراحة وإعطاء محلول الإماهة الفموي، ومن المفيد للوقاية منها التدرج بتغيير الحرارة وذلك باجتناب الانتقال من الأماكن الحارة إلى الأماكن المبردة والمكيفة بسرعة، وزيادة السوائل المتناولة وتعويض السوائل بشكل مستمر، وقديماً كان المسافرون يلعقون قليلاً من الملح قبل السفر إلا أنا مدى فائدة هذا الإجراء غير محددة.
2- الإغماء الحراري:
يحدث الإغماء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتوسع الأوردة ويلاحظ عند المسنين والمصابين بالجفاف، وقد يكون شديداً بحيث يصبح حالة طارئة تستوجب طلب الإسعاف، وقد تساهم بعض الأدوية في حدوث هذه الحالة كالمدرات (المستخدمة بكثرة عند مرضى الضغط) ومضادات الكولين ويتحتم عندئذ ضبط جرعة الدواء. يمتثل العـلاج بتعويض السوائل وريدياً أو فموياً مع الرقابـة الحثيثة، أفضل سبل الوقايـة هي الحفاظ على شرب ماء بشكل كافي ودائم والتأني في القيام والجلوس.
الـحـالات الشـديـدة:
1- الإجهاد الحراري المتوسط والمرتفع (بالإنجليزية: Heat exhaustion) :
هو حالة حادة تنتج عن التعرض لحرارة عالية لفترة طويلة من الزمن، تتمثل أعراضه بالغثيان والقيء، وألم في الرأس، الدوار، اضطراب بصري، عرق غزير، واحمرار جلدي. كما يحدث قلة البول لا يكون هنالك نقص في وعي المريض ولا توجد أعراض عصبية ولكن الحرارة الداخلية تكون مرتفعة غالباً وربما لمستويات عالية جداً ويوجد في بعض الحالات الشديدة تسارع تنفسي وقلبي وانخفاض في ضغط الدم. تتطلب الحالة إدخال المريض لجو بارد فوراً وتخفيف الثياب وتبليل الجسم بماء فاتر.
العلاج يتضمن تبريد الجسم وتعويض نقص السوائل، ويعطي في الحالات البسيطة إماهة فموية بمقدار 1لتر/ الساعة لعدة ساعات، أما في الحالات الشديدة فيرسل المصاب إلى أقرب قسم إسعاف وتستخدم الإماهة الوريدية لتعديل كثافة الدم وزيادة المواد الآزوتية فيه ولتعديل قلة البول، ويستعمل لذلك سيروم خليط (دكستروز وملحي نظامي) مع الانتباه لزيادة حجم السوائل عند المسنين.
2- نقص صوديوم الدم :
يحدث نتيجة التعرق الزائد الناجم عن ارتفاع حرارة الجسم، الأمر الذي يحفز إفراز الهرمون المضاد للإدرار (الفازوبرسين) مما يسبب الحد من فقدان الماء في البول دون التأثير على معدل فقدان الأملاح، بالإضافة إلى أن العرق يحتوي على الملح، ويذكر أن التعرق والحر يدفعان إلى شرب الماء الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى نقص صوديوم الدم.
يحدث نقص الصوديم لدى ممارسي الرياضات الشاقة أو المشي الطويل حين يشربون كميات كبيرة من السوائل مخافة الإجهاد الحراري أثناء القيام بالجهد، تشمل الأعراض الأولية الغثيان والقيء وألم الرأس والدوار وفقد الاتساق والتشوش الذهني، أما الأعراض المتقدمة الخطرة فهي السلوك الشرس والوسن (النعاس) والاختلاجات والسبات، يتم التشخيص عبر فحص نسبة شاردة الصوديوم في الدم حيث يظهر انخفاض الصوديوم في الفحص المخبري.
كيفية التعامل مع اعراض نقص الصوديوم:
تقليل استهلاك السوائل حتى تتضح الحالة بفحص صوديوم الدم .
3- الضربة الحرارية (ضربة الشمس):
الضحايا التقليديون هم المسنون ذوو الأمراض المزمنة وذوو القدرة المحدودة على الحركة ويصابون خاصة أثناء موجات الحر لإصابتهم بالجفاف الشديد إلى درجة يعجز نظام تبريد الجسم عن العمل، فيصبح الجلد حاراً وجافاً (بلا تعرق) ويتسرع التنفس وضربات القلب وينخفض الضغط الدموي وهذه الأعراض مميزة لضربة الحرارة
أما الضحايا من أصحاب الجهد العالي فهم الأفراد النشيطون ممن يجهدون أنفسهم في الجو الحار وقد يظهر لديهم تعرق غزير أو ينعدم التعرق مع حالة دورانية نشطة وبالأخص يوجد تسرع تنفسي.
التشخيص
يعتمد التشخيص بالأساس على الصورة السريرية للمريض، عادة ما تلاحظ حرارة داخلية 40.5 أو أعلى مع مظاهر عصبية حادة وقد تنخفض الحرارة بسبب العلاج الأولي قبل دخول المشفى وتتراوح الشذوذات العصبية بين الحدة العصبية والتشوش الذهني إلى السبات العميق كما تكثر حالات الاختلاج عادةً، تكون علامات الجفاف بادية على المريض وأبرزها جفاف الفم والجلد وانخفاض ضغط الدم.
اجراءات اسعاف اولية قبل نقله الى المشفى:
تبريد المريض إلى 39ْ م للتقليل من احتمال الوفاة وذلك بتخفيف الملابس وإرذاذ الجسم بماء فاتر مع تحسين جريان الهواء حول المريض أثناء نقله إلى المشفى.
التبريد الفوري:
يجب خفض الحرارة للوصول الى 39 ْم ويتم هذا التبريد بأسلوبين:
1- التبريد بالتبخير: ويتم بإرذاذ المصاب بماء فاتر مع استخدام مروحة تحرك الهواء حول جسمه حتى يساعد على التبريد
2- التبريد بمغطس ماء بارد: يوضع المريض في حوض ماء بارد للاستفادة من سرعة توصيل الماء للحرارة، أو يلف بغطاء مبلل بالماء البارد.